عقد فيه أول مؤتمر عربي، وزاره الإمبراطور الألماني برفقة زوجته، وعشقه ولي عهد إيطاليا... ماذا تعرف عن «بلودان» مصيف سوري من أهم مصايف الدول العربية والشرق الأوسط؟

اشتقّ اسم بلودان من الكلمتين الآراميتين «بيل، دان» ويعني «مكان الإله بعل»، ويشتهر بالزراعة، وخاصة أشجار اللوز، لذلك أطلق عليه اسم «بلد اللوز».

بلودان مصيف سوري شهير ليس فقط في سوريا انما في كل الدول العربية بإعتباره واحد من أول وأقدم المصايف العربية

يعتبر فندق بلودان الكبير (الذي عقد فيه أول مؤتمر عربي عام 1964 والذي ساهم بدوره بتأسيس الجامعة العربية) من أهم معالمه السياحي بالإضافة لـ “ريجنسي بارك، فينيقيا أوتيل” وغيرهم.. 

يقع في شمال غرب العاصمة السورية دمشق على إرتفاع 1550 متر فوق سطح البحر ويتدرج بالإرتفاع حتى 1900 متر، ما عدا قمته وهي واحده من أعلى القمم بالمنطقة العربية وتعرف بجبل «اليونان» يصل ارتفاعها حتى 2400 متر، يقع على هضبة تطل على سهل الزبداني ببساتينه واشجاره المثمرة، ويبعد بلودان عن دمشق 55 كم.


قمة جبل اليونان 

الإصطياف لبلودان بدأ به الدمشقيون أولاً، وتلاهم السفراء الأوروبيون المعتمدون في دمشق في القرن التاسع عشر، والكثير من المشاهير زاروا بلودان عبر تاريخ هذا المصيف منهم ولي عهد إيطاليا الأمير فيكتور عمانوئيل، عام 1885 الذي أبدى للحكومة السورية عشقه لهذا المصيف، وفي عام 1898 زاره إمبراطور ألمانيا غليوم الثاني برفقة زوجته بهدف السياحة والذي أبدى حبه لجمال المصيف وارتياحه به.

يتميز بلودان بجمال الطبيعة والهواء العليل البارد فيه حتى في فصل الصيف، أما في فصل الشتاء يعتبر المقصد الآول لسكان العاصمة للتزلج على الثلوج فيه، كما أنه يحوي الكثير من الأثار الهامة مثل آثار وادي مار ألياس ودير يونان الواقع فوق قمة جبل اليونان وكنيسة ودير مار جرجس وعدد من المغاور الطبيعية الرائعة.

يجذب مصيف بلودان في الصيف والشتاء السياح العرب والسوريين ومن أهالي دمشق مع المصايف السورية المجاورة لها مثل الزبداني وسرغايا وغيرها وتشتهر منطقة الزبداني ومضايا وبحيرة زرزر بجمال الطبيعة والاطلالات الساحرة على الجبال وعلى سهل الزبداني الأخضر وبحيرة زرزر

كما يشتهر بلودان بالأشجار المثمرة والأحراج دائمة الخضرة وتكثر فيه ينابيع المياه مثل نبع أبو زاد وشلالاته ونبع عين النسور ونبع عين البيضا وينابيع حزير بالإضافة لنبع بقين الذي تشتهر به المنطقة عمومًا وبلدة بقين خصوصًا

كما تتساقط الثلوج على بلودان بغزارة حيث تصل أحيانًا في المواسم الجيدة إلى سماكة مترين، وفي بلودان الكثير الكثير من المنتزهات والمنشأت السياحية مثل الفنادق والمطاعم أشهرها “جنة بلودان، تلفريك جدودنا، مورا، أبو زاد...” والمقاهي ومدينة الألعاب الأضخم في المنطقة.


تلفريك جدودنا

بلودان شتاءً

أما عن أشهر مقصد سياحي والتي تعتبر جوهرة بلودان وهي “مغارة موسى” التي أكتشفت بسواعد أهالي بلودان، تعتبر المغارة جوهرة حقيقية، ترى فيها منحوتات من صنع الطبيعة تَسرُ الانظار بجمالها، حيكت عنها الكثير من الأساطير، وتقول إحداها إن هذه المغارة هي مدخل إلى «العالم المسحور».


مجموعة صور من داخل المغارة

إحدى الأساطير تقول أن المغارة شهدت على قيام مدينة، والمدينة الآن مدفونة داخل الجبل وتقوم بلودان على آثار تلك المدينة.




تم عمل هذا الموقع بواسطة