رغم الحرب سوريا تفتتح أول معمل لصناعة الأدوية المضادة للأورام السرطانية محلياً وعربياً

افتتح اليوم معمل الشركة المركزية للصناعات الدوائية "مينفارما" في "المدينة الصناعية في عدرا"، والذي يعتبر أول معمل لإنتاج  الأدوية الكيمياوية المضادة للأورام السرطانية في سورية.

وأكد وزير الصحة الدكتور نزار يازجي لـ"الاقتصادي"، أن المعمل سيؤدي إلى خفض فاتورة الأدوية المستوردة والتي وصلت إلى 117 مليار ليرة العام الماضي، مبيناً أنه لايمكن تقدير قيمة الوفر في المستوردات الذي سيحققها المعمل حتى تظهر طاقته الإنتاجية بشكل واضح.

وبيّن يازجي، أن عدد المعامل الدوائية في سورية ارتفع خلال السنوات الماضية ليصل إلى 96 معمل تؤمن أكثر من 90% من احتياجات السوق المحلية، مشيراً إلى توجه الوزارة إلى دعم المعامل التي تنتج الأدوية النوعية لوقف استيرادها.

وأشار المدير التنفيذى لشركة "مينفارما" عدنان جعفو إلى أن المعمل يشكل نقلة نوعية في الصناعات الدوائية السورية وهو الأول من نوعه في سورية والمنطقة العربية، ويعمل ضمن أعلى معايير التصنيع الأوروبي الجيد وبخبرات محلية، ويغطي 70% من أصناف الأدوية السرطانية.

وأوضح أن معظم خطوط الإنتاج الموجودة في المعمل تم استقدامها من أهم الشركات الأوروبية واليابانية، كما تم التعاقد مع أهم الشركات العالمية الرائدة في مجال صناعة الأدوية السرطانية لنقل تقنيات الإنتاج والتحليل وبناء قدرات تصنيعية بمستوى عالمي.

وتصل الطاقة الإنتاجية للمعمل  إلى 6,000 فيال في الساعة الواحدة من خط السوائل العقيم و12,000 مضغوطة في الساعة من خط المضغوطات، وهو ما يمكنه من تلبية حاجة السوق المحلي السوري إضافة لإمكانية التصدير للعديد من الدول وخاصة المجاورة.

وأشار وزير الصحة مؤخراً إلى التعاون مع الدول الصديقة وخاصة بيلاروسيا وكوبا والبرازيل وفنزويلا والعراق وإيران وروسيا لاستجرار أدوية الأمراض المزمنة، بينما يتم تصدير الأدوية المحلية إلى 16 دولة بعد أن كانت المعامل السورية قبل الأزمة تصدر إلى 58 دولة.

وأشار يازجي إلى أنه تم وضع آلية صارمة لضبط الأسعار بالصيدليات والأدوية غير النظامية والمهربة وأي شكوى يجري التعامل معها سريعاً لافتاً إلى أن الوزارة جاهزة للتدخل في حال المخالفات السعرية بالمشافي الخاصة.

ويعود معمل "مين فارما" إلى رجل الأعمال السوري سامر زهير فوز، والذي أنهى تجهيزه أيلول 2018، و"لكن إنتاجه لم يطرح في الصيدليات نتيجة بعض الإجراءات الروتينية والبيروقراطية"، وفق ماقاله فوز مؤخراً.

وتصل كلفة المعمل إلى 28 مليون يورو، وصمم بإشراف شركات عالمية في مجال تأسيس مصانع الأدوية، كما تم توريد خطوط الإنتاج له من شركات أوروبية في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، ونفذ وفق نظام GMP العالمي، حسبما أكده فوز سابقاً.

تم عمل هذا الموقع بواسطة